بين الفينة والأخرى نسمع أن امرأة أو مجموعة من النساء وقعن ضحايا نصّاب وعدهن بالزواج، ثم سرق ما بحوزتهن من مال أو مجوهرات واختفى عن الأنظار، وازداد الأمر في الآونة الأخيرة، في ظل عزوف الرجال عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة، إذ تعددت وتضاربت الدراسات والبحوث حول أسباب العنوسة في الجزائر والتي تسير في منحى تصاعدي لأسباب عدة، حيث يفوق عدد عوانس الجزائر عدد السكان في ليبيا ويفوق كذلك سكان 5 دول خليجية مجتمعة·
ومهما اختلفت أساليب الاحتيال على المرأة التي باتت العنوسة شبحها الوحيد، تبقى خاتمتها دائمة مشتركة وهي حلم يراود كل فتاة تبحث عن الاستقرار وإكمال حياتها مع الشريك الآخر الذي تختاره لتقاسمه أفراحها وأحزانها، حيث تلقي تداعيات تأخر سن الزواج بضلالها على شابات عازبات قضت الأقدار أن لا تحظين بزوج، لكنهن يقعن في شباك ”ذئاب” تحسن العزف على الوتر الحساس وتتلاعب بمشاعر المرأة تحت راية الارتباط، لكن الهدف محدد ومبيت، فوعود الزواج باتت طريقا سهلا لجمع الثروة وتحصيل ما لم يقو على تحقيقه بمفرده، والنتيجة هي جراح وآلام في القلب وخسائر مالية، زيادة على الفضيحة·
هي قصص مؤثرة كانت بطلتها نساء مثقفات لم يفلح مستواهن في الوقوف حاجزا أمام رغبة جامحة في الاستقرار، فبعيدا عن المناصب والمستويات هناك أنثى تسعى للشريك الآخر، لكنها لم تحسن الاختيار لتقع في مخالب مفترسين هدفهم الوحيد الدوس على مشاعرها لتحقيق غايتهم· كما هو حال إحداهن تبلغ من العمر 35 سنة حائزة على شهادة الدكتواره في التجارة، تعرضت للنصب والاحتيال من قبل شخص أوهمها بالزواج وتأسيس عائلة، غير أنه لاذ بالفرار بعد أن سرق منها جميع مدخراتها التي قدرت بـ20 مليون سنتيم، بالإضافة إلى مجوهراتها، حيث أوهمها أنه يريد شراء سيارة فأقرضته المبلغ المالي، وبعد فترة أخبرها أن عائلته تحضر لإحياء زفاف شقيقته الصغرى التي هي بحاجة لبعض المجوهرات لتتزين بها في عرسها، ما دفعها لتسليمه ما بحوزتها وبعد مرور أيام اتصلت به، لكن فاجعة الفتاة لم تكن في الحسبان، حيث ظل هاتفه مغلقا دون أن تتمكن من مشاهدته أو لقائه مرة أخرى· منقول للنقاش