بسم الله الرحمان الرحيم..
طعـــــــــام طفلك من 3 شهور الى عمر السنة
تشير الدكتورة آن دورين أخصائية تغذية الأطفال في مصحة ستانفورد الأمريكية ، بأنه على الرغم من أن الطفل عندما يكون مستعدا لتقبل الوجبات الأولى في حياته ، الا أنه منذ البداية يملك ذوقه الخاص وشخصيته الخاصة ، ومزاجه الذي يثير شهيته مرة ، أو يجعل شهيته هذه تصد عن الطعام مرة أخرى ، لذا يجب على الأم أن تأخذها بعين الاعتبار عندما تبدأ بتغذية طفلها بجانب الحليب عندما يجتاز الأشهر الثلاثة الأولى .
وأعدت د. دورين قائمة بالغذاء الصحي للأطفال من سن الثلاثة أشهر حتى سن البلوغ ، يمكن أن تساعد الأم في اختيار الغذاء السليم لطفلها .
الشهر الثالث :
بعد أن يجتاز الطفل شهره الثالث فان مرحلة جديدة من هذه الحياة تبدأ ، اذا كان سليم الجسم ، فلا تعود حاجته الى الغذاء مقتصرة على الحليب وحده ، انما تتعدى ذلك الى اضافة وجبة غذائية ، ويعد الغذاء المصنوع من طحين القمح ، أو أي نوع آخر من الطحين المتوفر في الصيدليات ويباع خصيصا للأطفال الرضع ، أفضل أنواع الغذاء للبدء به واذا كان الطفل يعاني من الامساك فمن الأفضل اعطاؤه مغلي طحين الشعير ، أما اذا كان يعاني من الاسهال فمن الأفضل أن يعطى مغليا من طحين القمح وكريما الأرز بحيث يخلط الطحين بقليل من الماء ، ثم يضاف له الحليب ويترك على نار هادئة لمدة 5 دقائق ويقدم للطفل بواسطة الرضاعة ، ومن الأفضل تقديم هذه الوجبة ظهرا الى جانب ست رضعات من الحليب .
الشهر الرابع :
تضاف وجبة ثانية من المغلي بينما تنقص وجبات الحليب بحيث يصبح طعامه مؤلفا من وجبتي مغلي ، وأربع زجاجات من الحليب ، كما تزاد كمية الوجبة الى 130 غراما ، ويستحسن مع بداية الشهر الرابع اعداد معدة الطفل للتعود على نظام الخمس وجبات في اليوم ، فذلك أكثر راحة للأم بحيث يتم ذلك دون انقاص المردود الغذائي للطفل ، فتبدأ بزيادة كمية الطحين حتى تصل الى 170 غراما للوجبة الواحدة ، فيصبح بذلك وجبتي مغلي وثلاثة زجاجات حليب فقط بحيث يفصل بين الوجبة والأخرى ثلاث ساعات .
الشهر الخامس :
يدخل حساء الخضار في هذا الشهر ويكون ذلك باستبدال احدى وجبتي الطحين بوجبة من حساء الخضار المكونة من 130 غراما من مغلي الخضار و50 غراما من الحليب ، وملعقة من الخضار المهروسة ، ملعقة من الطحين ، أرز وقليل من الملح بحيث تغلي الخضار في كمية كافية من الماء لمدة ساعتين ثم تضاف لها المقادير سالفة الذكر ، وأفضل الخضار في البداية البطاطا ، والبطاطا الحلوة ، والجزر ويمكن شراء الخضار المعبأة الخاصة بالأطفال من الأسواق ، وأفضل وقت لاعطاء الطفل الحساء قبل وجبة الظهر المؤلفة من المغلي ، ويفضل أن يتم اعطاؤها للطفل بواسطة الملعقة ، وهكذا يصبح غذاء الطفل مؤلفا من خمس وجبات هي وجبتان من المسحوق 180 غراما وثلاث زجاجات من الحليب ، ومن الممكن اضافة موزة مهروسة جيدا أو نصف تفاحة مبشورة الى وجبة الظهر .
الشهر السادس :
في هذا الشهر يحدث تغيير جذري في نظام تغذية الطفل حيث يدخل البيض وعصير اللحم الى الوجبات على أن تقدم بكميات قليلة جدا وتكون مطبوخة تماما ، أما البيض فيمكن سلقه ثم يهرس جيدا ويقدم مرتين في الأسبوع حيث يصبح غذاء الطفل في الصباح مغلي مع حليب 200 غرام مع ملعقة حساء وبعد ذلك بثلاث ساعات يقدم له عصير فاكهة وفي وجبة الغداء يقدم له مسحوق الخضار مع عصير اللحم أو صفار البيض ، وفي العصر يقدم له نوع واحد من الفاكهة المهروسة كالموز أو التفاح وعند العصر 200 غرام من الحليب مع قطعة بسكويت وللعشاء مغلي كالصباح يدخل فيه حساء الخضار .
من الشهر السابع حتى الشهر الثاني عشر :
يدخل اللحم بدلا من عصير اللحم بمقدار 30 الى 50 غراما يضاف الى حساء الخضار ، ويمكن الاستعاضة عنه بالدجاج والسمك وصفار البيض ، بالاضافة الى الفاكهة ويمكن اطعام الطفل الأرز والمعكرونة الى جانب الفاكهة وتظل وجبة المغلي الصباحية كالمعتاد ، ويقدم للطفل حليب مع قطعة من البسكويت حيث يرتفع محتوى الوجبات الى 225 غراما تقريبا لكل وجبة .
ويجب الانتباه الى ضرورة عدم اعطاء الطفل كثيرا من الخضار اذا وجدناه يقبل عليه بشهية خوفا من حدوث حالة بسيطة من التهيج الامعائي ، كما أن النظام الذي يتدرج فيه الطفل من ست زجاجات من الحليب الى أربع وجبات منوعة خلال تسعة أشهر نظام مرن يضع ذوق الطفل وحالته الصحية موضع الاعتبار ، فليس ضروريا تطبيقه حرفيا وبحذافيره لذا على الأم أن تختار وفقا لما تراه مناسبا لطفلها حيث أن هذا النظام وضعته د . دورين بصورة عامة والمفروض أن أغلبية الأطفال يتقبلونه ، فاذا شعرت الأم أن طفلها يعترض على بعض أجزائه فيجب ألا ترغمه على مالا يريده ، بل عليها أن تستشير طبيبها بخصوص ذلك
لو تفحَّصنا مكونات أغذية الأطفال كالبسكويت والحلويات لوجدنا معظمها تحتوي على مواد حافظة أو نكهات ثبت علمياً ان معظمها تسبب أمراض الحساسية مهما كانت نسبتها ضئيلة. معظم الآباء والأمهات يعلمون ان حلوى الأطفال كالشوكولاتة والبسكويت ورقائق البطاطس الجاهزة وغيرها من المقرمشات التي يلتهمها الأطفال بشراهة ضارة بصحتهم، ومع ذلك فإن كثيرا من الآباء يتجاهلون ذلك ويقدمونها للأطفال نزولا على رغبتهم، اما لضعفهم امام الحاح الأطفال أو تكاسلا عن اقناعهم وترغيبهم بالبديل من الخضروات والفواكه وكشفت دراسة اجريت في بريطانيا ان 25% من هؤلاء الأطفال يعيشون على الحلويات ورقائق البطاطس الجاهزة، و75% منهم ليست لديهم اية فكرة حول كمية الفواكه والخضار التي تحتاجها اجسامهم، كما اعترف مائتان منهم أنهم اثناء ذهابهم إلى المدرسة لا يتناولون فطورا منزليا، بل يتناولون بدلا منه حلويات ورقائق بطاطس جاهزة. وقد حذرت تلك الدراسة من ان تناول الصغار لمثل تلك الاطعمة قد يسبب لهم مشاكل صحية خطيرة في المستقبل، حيث ان الغذاء غير الصحي أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الاصابة بأمراض السرطان والقلب والشرايين. اذا تفحصنا مكونات اغذية الأطفال كالبسكويت والشوكولاتة والحلويات وجدنا - في أكثر الأحيان - اسم ورقم المواد الحافظة أو النكهات أو المواد الملونة قد كتبت ضمن المكونات، وقد ثبت علميا ان معظمها تسبب أمراض الحساسية مهما كات نسبتها ضئيلة!!، ومثال هذه الأرقام (ليسثين صويا E322) وهذه المواد وبحسب تلك الارقام اما ان تكون خطرة جدا على الصحة، أو تسبب آلاما حادة في المعدة، أو ارتفاعا في ضغط الدم أو انها غير ضارة على الصحة. ولكن ما هو الحل إذاً؟ يمكن ان نوجز بعض الحلول منها: منع جميع أفراد الأسرة وخصوصا الأطفال من شراء أو تناول هذه المأكولات والمشروبات الغازية، اعداد وجبات سريعة وخفيفة في المنزل، لتحل محل تلك المأكولات، وتقديمها بشكل محبب كتقديم المعجنات والحلويات مزينة بمواد طبيعية، وتقديم ايضا الفواكه على شكل سلطات ومأكولات مثلجة، مع ملاحظة التقليل من السكر والملح في هذه الوجبات وانصح الأبوين الا يغترا بما هو مدون على عبوات تلك الاغذية من قبيل غني بالكالسيوم، أو غني بفيتامين سي، او مواد مصرح بها، أو مواد صحية، فقد ثبت عدم صدق هذه العبارات!! وضرورة الاحتفاظ بنسخة مصغرة لجدول اسم ورقم المواد الحافظة أو النكهات أو المواد الملونة ووضعها في المحفظة، للاستفادة منها عند استعراض مكونات أي منتج قبل شرائه. واخيرا حصول الأطفال على الغذاء الصحي وعلى المعلومات الكافية حول التغذية الصحية، وتقديمها بطريقة سهلة وغير متكلفة ودون اجبار حتى يتمكنوا على الأقل من الاختيار وهم على علم بما يختارون، وهذا واجب الآباء والمؤسسات التربوية والصحية، وهو خير سبيل لابعادهم عن شراء