شكوى السيدات الحوامل من غضب أزواجهن نتيجة تغيرهن أثناء اللقاء الجنسى هى شكوى مزمنة فى معظم البيوت العربية، وذلك لعدة أسباب من أهمها ربط الفحولة والرجولة بالجنس فقط، وقصر الجنس على مفهوم الإيلاج وإكمال الجماع حتى خطوته الأخيرة وعدم الإقتناع بأنه رسالة لها عدة مفردات وجمل، والإيلاج واحد فقط من هذه المفردات والجمل، فأحياناً تغنى لمسة يد حانية عن عملية كاملة، وأحياناً أخرى يؤدى اللقاء الكامل إلى مزيد من الفراق والخصام، وهنا تكمن المأساة، مأساة النظرة المختزلة القاصرة والتى تجعل من الجنس قزماً مهرجاً ممسوخاً فاقداً لأهم وظائفه وهى التواصل والحميمية
وسنحاول أن نشرح علمياً وحسب أحدث الدراسات ماهو أثر هذا الحدث الهام الذى تتغير فيه الهورمونات ومعها المزاج والنفسيه وحتى المشاعر على هذه العلاقة الجنسية والتى هى كالترمومتر تستجيب لأدنى تغير فى حرارة العلاقة، وقد درس هذه العلاقة بالتفصيل عالما الجنس الشهيرين ماسترز وجونسون وتوصلا إلى النتائج التالية:
-فى الثلاثة شهور الأولى من الحمل تفقد معظم النساء إهتماماتهن الجنسية نتيجة للإرهاق والقئ المصاحب لهذه الفترة المليئة بالتوتر وإنتظار المجهول
- تنعكس الصورة فى الثلاثة شهور التالية، ويذكر العالمان أن حوالى 80% من النساء الحوامل فى هذه الفترة تبدين زيادة فى الرغبة والإهتمام والإحساس.
- أما فى الثلاثة شهور الأخيرة فيحدث إنخفاض شديد وحاد فى الإهتمامات الجنسية للحوامل وبالتالى فى معدل مرات الجماع، وهنا تحدث الطامة الكبرى من تفسير الزوج الذى يعيش فى كهف أوهامه الخاصة الناتجة عن جهله بفسيولوجيا وطبيعة الحمل وأثره على العلاقة الجنسية، وينصح معظم الأطباء بالإمتناع عن الجماع فى هذه الفترة بالذات وذلك لعدة أسباب منها الخوف من حدوث بعض الإلتهابات الميكروبية والفطرية، وتجنب وتلافى التوتر الناتج عن إنخفاض رغبة المرأة الناشئ عن أسباب فسيولوجية، وسبب آخر هو الخوف من تمزق الغشاء المحيط بالجنين مبكراً قبل الأوان مما يؤدى لولادة طفل مبتسر.
وهذا التمزق المبكر ناتج عن سببين مهمين والسبب الأول هو الإنقباضات الحادة التى تحدث خلال النشوة فى عضلات حوض المرأة الحامل والتى تضغط بدورها على الرحم وبالتالى تحدث الولادة المبكرة، والسبب الثانى هو مادة الprostaglandin "البروستاجلاندين" الموجودة فى السائل المنوى للرجل والتى تتسبب هى الأخرى فى إنقباضات الرحم.
[ونستخلص من ذلك أن هذا المنع له أسباب طبية أيضاً وليس دلعاً من الزوجة أو تمنعاً، ومن الأسباب الطبية الأخرى التى تمنع الجماع طيلة فترة الحمل وليس فقط فى الثلاثة شهور الأخيرة أن يكون قد حدث من قبل إجهاض أو نزيف فى الحمل السابق، هنا فقط يحظر الجماع نهائياً حتى لاينقبض الرحم ويطرد الجنين.
وفى النهاية نرسل رسالة إلى كل زوج غاضب من زوجته الحامل نقول له فيها: إن زوجتك تحبك ولكن الحمل كما أحدث بها تغيرات جسمية أنت تراها بعينيك، أحدث أيضاً تغيرات نفسية لاتراها ولكن عليك أن تعيها وتحترمها وتفهمها، فالحب علاقة والعلاقة لها طرفان، وإن لم يسمع كل منهما للآخر فهذا هو حوار الطرشان.